يوسف الشاهد: المسار الديمقراطي في تونس له ثمن
قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد في حوار مع صحيفة ''لومند'' إنّ الزيارة التي سيؤديها إلى فرنسا والتي ستتواصل على مدى يومين بداية من الغد الأربعاء هي زيارة إستراتيجية بالأساس.
وأوضح أنّ تونس تعيش ديمقراطية ناشئة تتعزّز يوميا عبر ضمان الحريات وخاصة حرية الصحافة والتعبير لكن لكل شيء ثمن وهو أمر طبيعي، حسب تعبيره. متابعا ''بعد الثورة واجهت البلاد مطالب اجتماعية تم على أساسها فتح الانتدابات في الوظيفة العمومية والترفيع في الأجور وهو ما أثقل كاهل الدولة لتجد نفسها أمام مصاعب اقتصادية .
وأكّد أنّ التحدي اليوم هو اقتصادي وانّ الحكومة مطالبة بدفع النمو وبالتنمية في المناطق الداخلية، وأنّ فرنسا شريكة إستراتيجية ويجب أن تلعب دورا مهما في ذلك.
واعتبر أنّ تونس في حاجة إلى ايجاد تصور جديد لعلاقتها بفرنسا خاصة أنّها أصبحت ديمقراطية حقيقية، وفي المقابل فإنّ الالتزام السياسي لفرنسا تجاه تونس يجب ان يتطور الى مستوى آخر.
وقال الشاهد ان تونس تعتبر استثناء في ما يعرف بالربيع العربي وانّه يتعين على شركائها الوقوف الى جانب هذه الديمقراطية الناشئة ، ويجب أن تحظى بمكانة إستراتيجية، مشيرا إلى ان نجاح هذه التجربة يتجاوز تونس باعتبار موقعها الاستراتيجي على خارطة العالم.
وقال رئيس الحكومة إنّ التحدي هو نجاح هذا التحول لارساء نموذج جديد ، مؤكّدا أنّ تونس تدافع على القيم الكونية الديمقراطية ذاتها التي انبنت عليها أوروبا''.
وبخصوص الجدل الحاصل حول الميزانية وسياسة التقشف التي اعلن عنها، قال الشاهد إنّ لا توجد أي حكومة لم يمر على توليها مقاليد الحكم شهرين، ترغب في اقتراح ارجاء الزيادة في الأجور أو فرض آداءات جديدة، لكن حكومة الوحدة الوطنية كانت جريئة في وضع خطة إصلاحات ''موجعة ''، وتابع ''لقد كنت صريحا مع الشعب التونسي وأوضحت حقيقة الوضعية الصعبة للمالية العمومية والصعوبات الاقتصادية عموما، وان ذلك يحتاج إلى الضغط ''على النفقات وان الجميع مطالب بالمشاركة في التضحية.
وأقر بصعوبة القبول بهذه التضحيات لكنّه يعتبر أنّ الحوار كفيل بحل هذا الأشكال، مشيرا إلى أنّ تونس تجاوز مراحل أصعب بفضل الحوار.